متظاهرو التحرير يبدأون فى مغادرة الميدان ويرفضون الإساءة للجيش

بدأ عدد كبير من المتظاهرين المشاركين فى فعاليات "جمعة الغضب الثانية" فى الانصراف تدريجيا من ميدان التحرير قبيل موعد غروب الشمس، فيما لم تعلن جهة محددة استمرار اعتصامها أو المبيت فى الميدان وكسر حالة حظر التجوال.

وتوزع المتظاهرون في جمعة الغضب الثانية اليوم بميدان التحرير بين خمس منصات، فيما جالت مجموعات منهم أرجاء الميدان حاملة أعلاما ضخمة ولافتات تحدد مطالبهم، رافضين ترديد أية شعارات تسيئ للقوات المسلحة ولدور الجيش العظيم فى مساندة الثورة.

وكانت المنصة القريبة من مسجد عمر مكرم هي الأكثر جذبا لجماهير المتظاهرين، حيث اعتلى هذه المنصة المخرج خالد يوسف صارخا "الإخوان فين.. التحرير أهوه"، في إشارة إلى الحشود التي ملأت الميدان وقدر عددها بمئات الآلاف رغم مقاطعة جماعة الإخوان المسلمين للمظاهرة.. وسرعان ما تحولت كلمة خالد يوسف إلى شعار ردده المتظاهرون في أرجاء الميدان.

وقال يوسف في كلمته على المنصة إن مليونية اليوم تحمل رسالة إلى المجلس العسكري تؤكد أن هؤلاء هم أبناء مصر الحقيقيين، وليس الإخوان المسلمين وحدهم، موضحا أن ثورة 25 يناير ملك للشعب بأكمله، ولا أحد له فضل على الثورة.

وطالب المخرج خالد يوسف بإعداد دستور جديد لمصر أولا، وإشراك جميع القوى السياسية والشعب المصري فيه، قائلا إن أبناء مصر الحقيقيين هم من سيكتبون دستورها الجديد، موجها التحية لشباب الاخوان المسلمين التي شاركت في مظاهرات اليوم من أجل مصلحة البلد دون النظر إلى انتماء حزبي أو سياسي.

وحدد يوسف 3 مطالب أساسية وعاجلة من المجلس العسكري، أولها تطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين وذيول النظام السابق، وثانيها عودة الأمن والأمان للشارع المصري، مستنكرا عجز الجيش والشرطة في القبض على قرابة 300 ألف بلطجي يرهبون 85 مليون مواطن.

أما المطلب الثالث، فيتمثل- وفقا ليوسف- فى رفض الشعب المصري بأكمله محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، مستنكرا قيام قوات من الجيش بالقبض على نشطاء أمس الخميس أثناء قيامهم بتعليق ملصقات في الشارع، فيما يتركون البلطجية يستبيحون حرمة الطريق.

واختتم يوسف كلمته بشكر القوات المسلحة وتأكيد مدنية الدولة، قائلا "لا عفو ولا استسلام"، وطالب باشراك جميع القوى في الحوار الوطني.

من جانبها، اكتفت الفنانة تيسير فهمي بالهتاف ضد من دعا لإلغاء المليونية اليوم قائلة "خوفونا بس إحنا ما بنخافش"، وردد المتظاهرون في الميدان كلماتها وخصوصا شعار : "دستور- حرية- دولة مدنية".

وقالت الناشطة السياسية الشابة إسراء عبد الفتاح ممثلة حزب الجبهة الديموقراطية إن مطالب المتظاهرين تتلخص في إجراء محاكمات علنية في الميدان لرموز الفساد الذين ضيعوا حقوق مصر وثرواتها، مطالبة بإعمال مبدأي الشفافية والمصداقية.

وأكدت في كلمتها على المنصة أن مظاهرات الغضب كل يوم جمعة لا تؤثر على الانتاج، مطالبة بإخلاء الميدان في السادسة مساء..واتهمت من يدعو للتواجد في الميدان بعد ذلك أو المحرضين على الاعتصام بأنهم عملاء للثورة المضادة التي تسعى للإساءة إلى شباب مصر وثوارها.

وقالت إسراء إن الشرطة المصرية كان أمامها فرصة تاريخية اليوم للمصالحة مع الشعب لو أعلنوا إنضمامهم للمتظاهرين لحمايتهم وليس للقبض عليهم، مستنكرة الغياب الكامل لرجال الشرطة بعد أن أعلن الجيش انسحابه من الميدان خوفا من الوقيعة بينه وبين الشعب..وأكدت أن الأمن والآمان هما المسئولية الأولى للحكومة.

واختتمت إسراء كلمتها بدعوة المتظاهرين إلى الانصراف في موعد أقصاه السادسة مساء، مؤكدة أن طوال أيام الأسبوع لابد أن يعطي المصريون حق مصر عليهم، ثم يأتون يوم الجمعة للمطالبة بحقوقهم.

وقال محمد عيد ممثل حزب المصريين الأحرار إن ميدان التحرير هو رمز الوحدة للمصريين، فمهما اختلفت الأحزاب والقوى السياسية لابد أن تتجمع في ميدان التحرير لتجتمع على مطالب واحدة مرة أخرى.

وفي كلمته، حاول المستشار أشرف البارودي توجيه إساءات للجيش، إلا أن المتظاهرين أمام المنصة هتفوا جميعا:" الجيش والشعب إيد واحدة"، وسرعان ما تحولت الكلمة إلى هتاف عام في الميدان.

وأضطر البارودي إلى قطع كلمته بعد أن رفض المتظاهرون استمراره على المنصة.

أما المستشار زكريا عبد العزيز، فأكد أن آلة الإعلام تحاول منذ 3 أيام تخويفنا من البلطجية، وتعهد أمام الحاضرين بالتصدي للبلطجية. واستكمل حديثه قائلا: "ثورتكم مباركة ومستمرة ..واطالب بتفرغ القضاة لقضايا قتل المتظاهرين".

وختم بقوله إنه لن يكون هناك استقرار في البلد إلا بأمرين:أولهما، التصدي للانفلات الأمني ومواجهة الفوضى، والثاني: العمل لزيادة عجلة الانتاج، قائلا: "لازم نشتغل عشان مصر تأخد مكانها".

0 التعليقات:

إرسال تعليق


زوارنا الكرام ,,,
برجاء عرض أرآئكم على الأخبار المنشورة حتى نتواصل بشكل أفضل.
و شرف لنا أن تحتوى هذه المدونة المتواضعة على تعليقاتكم.